إبراهيم باشا الفرنجي ( مسلسل حريم السلطان )




إبراهيم باشا الفرنجي








من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة










لوحة للرسام الألماني "سيبالد بيهام" المعاصر لإبراهيم باشا مع خلفية لرسالة بعثها إلى قادة الجيش العثماني المحاصِرين لمدينة فينا عام 1529.



إبراهيم باشا الفرنجي (1493 أو 1494-1536)، أول صدر أعظم يعينه سليمان القانوني بعد ارتقائه عرش الدولة العثمانية. اكتسب شهرته من صعوده السريع في الدولة، ودوره إبان ذروة توسعها في عصر القانوني، وظروف إعدامه الغامضة.


ولد إبراهيم لأسرة مسيحية، قرب مدينة بارغا على الساحل اليوناني، وكان والده يعمل صياد سمك حين أُبعد عن أسرته، إما باختيارها أو باختطافه من قراصنة أو بنظام الدوشيرمة، وأُخذ إلى الأناضول، حيث دأب أولياء العهد العثماني على تلقي تعليمهم.


هناك، لاحظ العثمانيون فطنة إبراهيم المبكرة ووسامته وشخصيته الجذابة فقربوه إلى مجايله سليمان ابن السلطان سليم الأول الذي الذي اتخذه صديقاً، فيما سمحت العلاقة بين الاثنين لإبراهيم بتلقي تعليمه مع السلطان المنتظر في البلاط العثماني، ليكتسب مهارات معرفية منها اللغات المتعددة والثقافة الموسوعية.


تقلد وعمره 28 عاماً منصب وزير أول (صدر أعظم، وزير أعظم) وذلك عام 1522[1] أو 1523[2]أو 1524[3]، خلفاً لبيري محمد باشا، الذي كان عينه في 1518 السلطان سليم الأول والد سليمان القانوني.













محتويات


[أخف


]




[عدل



]ألقاب



عرف إبراهيم باشا بعدة أسماء كانت ألقاباً لحقت أو سبقت اسمه، إما تمييزاً له عن رجالات الدولة والصدور العظام الذين حملوا اسم "إبراهيم باشا"، أو لصفة رافقت تاريخه.


فقد عرف باسم إبراهيم باشا الفرنجي (Frenk بالتركية، وتعني الغربي) نسبة إلى أصوله غير العثمانية، وبات هذا الاسم الأكثر تردداً له لدى المؤرخين العرب.


أما الأتراك والغربيون، فعرفوه باسم "إبراهيم باشا البارغالي" أو "إبراهيم باشا برغالي" في إشارة إلى بارغا التي ولد فيها.


بدايات إبراهيم المكللة بالنجاح، ثم نهايته الدموية على يد سيده، منحته لقباً ثالثاً، وهو "المقبول المقتول". وبزواجه من خديجة (بالتركية: Hatice) شقيقة السلطان القانوني، بات إبراهيم يستحق لقباً إضافياً وهو "داماد" الذي يُمنح تشريفاً لصهر السلطان، إلا أن معظم المؤرخين لم يمنحوه هذا اللقب على الأرجح حتى لا يختلط مع صدرين أعظمين بعده حمل كل منهما اسم "داماد إبراهيم باشا".


ويجري التنويع على هذه الألقاب إما كلياً أو جزئياً، على نحو: "مقبول إبراهيم باشا" أو "إبراهيم باشا المقتول" أو "داماد إبراهيم باشا برغالي".


[عدل



]الصعود



بارتقائه العرش عام 1520، بات سليمان القانوني يعزز من مكانة صديق طفولته إبراهيم، الذي قابل ذلك ببرهنة مستمرة على مهاراته الدبلوماسية وبراعته العسكرية، ما جعله يصعد سريعاً في سلم الحكومة العثمانية، وذلك بدءاً من أول مناصبه المعروفة رئيساً للغرفة الخاصة للسلطان "خاص أوده باشي" وهو المنصب الذي يجعل حامله الأقرب شخصياً إلى السلطان، و"الذي لا يفارقه أبداً".[1]






مسوّدة معاهدة عام 1536 المتمخضة عن المفاوضات بين السفير الفرنسي جان دي لا فوريه وإبراهيم باشا، قبل أيام قليلة من إعدامه.



وحتى بعد تعيينه صدراً أعظماً للدولة العلية، وهو أهم منصب عثماني بعد السلطان، واصل إبراهيم باشا حصد الألقاب والمناصب، وتوسيع نفوذه في الدولة الآخذة بالتمدد، ما خوله سلطة شبه مطلقة تكاد تقترب من سلطة سيده، عززها بزواجه من السلطانة خديجة، شقيقة السلطان سليمان القانوني.


وعسكرياً، شارك إبراهيم باشا سيده انتصارات الجيوش العثمانية، ورافقه في الحملات التي قادها السلطان، في حين تولى بنفسه حملات أخرى كقائد للجيش.


على المستوى الدبلوماسي، حققت جهود إبراهيم باشا مع الغرب المسيحي نجاحاً واضحاً، ما جعله يظهر أمامهم كصانع أساسي في السلطنة العثمانية، ما جعل مسؤولي البندقية يطلقون عليه لقب "إبراهيم العظيم" لاعبين في ذلك على نغمة "سليمان العظيم" وهو الاسم الذي عرف به السلطان سليمان القانونيفي أوربا.


وفي 1533، أقنع إبراهيم باشا شارل الخامس بتحويل المجر الى دولة تابعة للدولة العثمانية، وفي 1535، أنهى اتفاقاً تاريخياً مع فرانسيس الأول منحت بموجبه فرنسا امتيازات تجارية داخل الأراضي العثمانية مقابل التحالف معها ضد آل هابسبورغ.


إلا أن هذا الاتفاق كان آخر أعمال إبراهيم باشا.


[عدل



]الإعدام



يذكر مؤرخون أن إبراهيم توسل إلى السلطان أن يتمهل في ترقيته بغية عدم إثارة حسد وزراء ومسؤولي الحكومة الكبار، الأمر الذي قابله السلطان بالقسم على ألا يسمح للوشاية أن تأخذ طريقاً بينهما، وبعدم تعريض صديقه للموت الذي كان، في الدولة العثمانية، عقوبة تكرر تطبيقها للمسؤول المشتبه في خيانته.






قصر إبراهيم باشا الفرنجي في إسطنبول.



ومنذ إعدامه في 22 رمضان سنة 942 هجرية، 5 مارس[4] أو 15 مارس[3] عام 1536، أي بعد 13 عاماً من تعيينه صدراً عثمانياً أعظم، ساق المؤرخون عدة تفسيرات لنهاية إبراهيم باشا المفاجئة، دار معظمها حول خشية القانوني من تعاظم نفوذه، فيما زعم المؤرخون العثمانيون أن السبب يعود إلى إساءته استخدام السلطة.[5]


ففي آخر نشاط عسكري له، كان إبراهيم قائداً أعلى لكافة الجيوش في مواجهة الإمبراطورية الفارسية الصفوية، وعلى ذلك وقع بعض الأوامر العسكرية باسم "سر عسكر سلطان" ما عدّ خرقاً بروتوكولياً وتجاوزاً على المقام السلطاني، و"خشي السلطان أن تكون تلك الأعمال مقدمات لاغتصاب الملك لنفسه" خاصة مع "ازدياد نفوذه على الجند والقوّاد"[4] واتخاذه القرارات منفرداً دون التشاور مع الوزراء.[6]


كما اتهم الصدر الأعظم بطمعه في عرش المجر، بل وبالعرش العثماني نفسه[7] "وهما تهمتان لم يقم عليهما برهان".[3]


وتقترح مصادر أخرى أن إبراهيم كان ضحية لمؤامرات "خُرَّم" وهي ابنة كاهن أرثوذكسي أوكراني، بيعت كجارية وغدت لاحقاً الزوجة الثانية -والأثيرة- للسلطان سليمان القانوني. ووفقاً للروايات، فإن "خُرَّم" سعت لتقويض ثقة السلطان بإبراهيم باشا، خاصة مع دعمه منذ البداية لولي العهد مصطفى[5] النجل الأكبر للسلطان من زوجته الأولى "ماه دوران" والذي قضى هو الآخر إعداماً عام 1553 نتيجة مؤامرات "خُرَّم" في مسعاها -الذي نجح- لتنصيب ابنها سليم خلفاً لوالده.


ففي رسالة بعثت بها إلى السلطان، كتبت خُرَّم: "سيدي، إن غيابك عني قد أجج ناراً لا ينطفئ لهيبها. ارحم هذه الروح المعذبة وسارع في الجواب، لأنني قد أجد فيه ما يخفف عني. سيدي، حين تقرأ كلماتي ستتمنى لو أنك كتبت إلي أكثر للتعبير عن شوقك. وحين أقرأ رسالتك يكون ابنك محمد وابنتك مهرماه حولي يبكيان بدموع لا تنقطع. إن رؤية دموعهما تجعلني أجن... تسألني عن السبب في غضبي على إبراهيم باشا، وحين يجمعنا الله ثانية سأذكر لك السبب وستفهمني".[8]


كما أن إبراهيم، وعلى الرغم من تحوله إلى الإسلام، حافظ على روابط مع جذوره المسيحية، وعمد إلى تقريب اليونانيين، وجلب والديه للعيش معه في العاصمة العثمانية؛ ما منح خصومه فرصة ترويح الإشاعات عن تمسكه بمسيحيته وخطورته على الدولة الإسلامية.[9]


وإذ كان السلطان سليمان القانوني أقسم اليمين على عدم تعريض حياة وزيره الأول -وصديق طفولته- إبراهيم باشا لخطر الإعدام، فقد حصل على فتوى تجيز له الحنث بقسمه لقاء بناء مسجد في القسطنطينية. وقبل أسبوع من إصدار أمره بإعدام إبراهيم، أعلن السلطان العثماني فتوى جواز نقض القسم، وواصل لسبعة ليال تناول طعام العشاء مع إبراهيم باشا لوحدهما، مانحاً إياه فرصة الهرب أو حتى أن يقتل السلطان بنفسه.


لاحقاً، كشفت رسائل إبراهيم باشا التي كتبها قبل أيام من إعدامه، علمه بنية سيده، وقراره، رغم كل شيء، البقاء وفياً للسلطان.


وطوال السنوات التي أعقبت إعدام إبراهيم باشا، دخل سليمان القانوني في موجة ندم عميقة، غيرت طباعه وضربت حوله عزلة حادة، فيما عكست قصائد كتبها لعشرين عاماً بعد إعدام صديقه تيمات الصداقة والوفاء، ولمحت كثير منها إلى الصفات الشخصية لإبراهيم باشا.


ويحمل قصر إبراهيم باشا الفرنجي الذي تحول اليوم إلى متحف للفنون التركية والإسلامية في إسطنبول دلالتين واضحتين: المكانة التي بلغها الصدر الأعظم، إذ يعد القصر الوحيد الذي يبنى لشخص من خارج الأسرة العثمانية، والتصميم الدفاعي الذي يفصح عن حجم العداوات التي كانت تهدد ساكنه.


[عدل



]إحياء



تاريخياً، لم يكن إبراهيم باشا الفرنجي معروفاً إلا لدى المهتمين بالدولة العثمانية خلال القرون الوسطى، إلا أن المسلسل التركي "القرن العظيم" أعاد قضية إبراهيم باشا إلى الواجهة، وقد ترجم المسلسل ودبلج إلى 11 لغة وبث لأكثر من 31 دولة نهاية عام 2011 وبداية 2012، وتابعه المشاهد العربي تحت اسمحريم السلطان.


كما أقيم في جمهورية تركيا خلال عام 2011 معرض "عشق السلاطين" الذي تضمن 10 خطابات كتبها إبراهيم إلى السلطانة خديجة، وهي جزء من محتويات الأرشيف العثماني التابع لرئاسة وزراء تركيا.[10]







  1. ↑ أ ب اينالجيك، خليل: تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار (محمد.م.الأرناؤوط). (سبتمبر 2002). ط1. دار المدار الإسلامي، بيروت، لبنان. ص127

  2. ^ أوزتونا، يلماز: تاريخ الدولة العثمانية (عدنان محمود سلمان). (1988). ط1. مؤسسة فيصل للتمويل، تركيا، إسطنبول. ص264

  3. ↑ أ ب ت بروكلمان، كارل: تاريخ الشعوب الإسلامية (نبيه أمين فارس، منير البعلبكي). (1968). ط5. دار العلم للملايين، بيروت. ص474

  4. ↑ أ ب المحامي، محمد فريد بك: تاريخ الدولة العلية العثمانية (إحسان حقي). (1981). ط1. دار النفائس. ص230

  5. ↑ أ ب Ágoston, Gábor, Bruce Masters (2009): Encyclopedia of the Ottoman Empire. Facts On File, New York. p263,544.

  6. ^ اينالجيك، خليل: تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار (محمد.م.الأرناؤوط). (سبتمبر 2002). ط1. دار المدار الإسلامي، بيروت، لبنان. ص153

  7. ^ اينالجيك، خليل: تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار (محمد.م.الأرناؤوط). (سبتمبر 2002). ط1. دار المدار الإسلامي، بيروت، لبنان. ص152

  8. ^ اينالجيك، خليل: تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار (محمد.م.الأرناؤوط). (سبتمبر 2002). ط1. دار المدار الإسلامي، بيروت، لبنان. ص138

  9. ^ Walter G. Andrews, Najaat Black, Mehmet Kalpaklı.Ottoman lyric poetry: an anthology

  10. ^







مواضيع متعلقة


اهم الفاعليات لهذا الشهر


الشبكات الإجتماعية

تغريدات تويتر