التغيير ونظرية الإسقاط كتب إسلام عبد الباري: جريدة الفتح 11-5-2012




التغيير ونظرية الإسقاط










كتب إسلام عبد الباري:




سأله الشيخ بتلقائية: هل سميت الله قبل أن تتناول هذه السيجارة؟




فرد الرجل متعجبًا: وهل يسمي الله أحد قبل تدخين السجائر؟!




فسأله الشيخ: وهل إذا انتهيت منها هل تضعها جانبًا خوفًا من أن يدوسها أحد بقدمه لأنها نعمة ربنا؟




فازداد الرجل تعجبًا وقال: "نعمة ربنا!!!!" والله أنا الذي أدوسها بعد انتهائي منها.




قال الشيخ: لو كان "ساندوتش" من الفول هل تستطيع تناوله في دورة المياه؟




قال الرجل: أستغفر الله العظيم لا يمكن.




فقال الشيخ: فهل تتناول السيجارة في دورة المياه؟




فابتسم الرجل محرجًا وقال: والله لا يحدث الاستمتاع بها إلا في دورة المياه




فقال الشيخ: إذا كنت لا تذكر اسم الله عليها وتدوسها بقدمك بعد تناولها وتتناولها في دورة المياه، أي أنك تدرك أنها نجسة فلماذا لا تقلع عن التدخين؟




فأجاب الرجل: ادع لنا يا عم الشيخ.




تمر الأيام وبعد فترة يلتقيان فيجد الشيخ من الرجل أمرًا عجيبًا وهو أنه قد استبدل بالسجائر محلية الصنع رخيصة الثمن أخرى أجنبية غالية الثمن فسأله الشيخ: ألم تقل إنك تنوى أن تقلع عن التدخين؟




فأجاب الرجل: وماذا أفعل وقد قلت لك ادع الله لي ولم تفعل!!!!




فقال الشيخ: ولكني دعوت الله لك.




فقال الرجل: وماذا أفعل إذا كان الله لم يستجب لدعائك!!!!










هذا الرجل يمثل نموذجًا منتشرًا بين الناس وهو النموذج الذي يتبع حيلة الإسقاط في حل كل مشاكله فهو لم يلم ويوبخ نفسه ولو للحظة بل كانت الحلول كلها تقع على عاتق الشيخ - ادع لنا يا عم الشيخ- والفشل أيضًا بسبب الشيخ - وماذا أفعل إذا كان الله لم يستجب لدعائك-!!










كثير من الناس لا يكتفي بأنه يتناسى أنه جزء من المشكلة بل لا يكلف نفسه بأن يكون جزءًا من الحل ويلقي باللوم على الظروف والغير والأيام وينتظر الحلول من السماء.










لو تدبر هذا لعلم أن الله قد اشترط لكي يحدث تغيير أن يكون التغيير في بدئه نابعًا من نفسه "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".




بل إن القرآن لفت أنظار الصحابة إلى أهمية عدم إلقاء التبعات على الغير دون النظر لأخطاء النفس فقال: "أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم".










لو جاءنا التغيير من خارجنا فإنه بدلًا من أن يساعدنا فقد يتسبب في قتلنا!










تخيل معي بيضة فيها جنين طائر لو قام أحدهم بكسر قشرة هذه البيضة ليساعد الجنين على الخروج إلى العالم الخارجي لقتل هذا الجنين،




أما لو ترك الجنين حتى يكبر ويدق بأنفه على القشرة من الداخل حتى تنكسر لخرج سالما معافىً من كل سوء.










هكذا التغيير لو أتانا من قوة خارجية، لربما قتلنا حتى لو أراد أن يساعدنا في الأصل.










هذا ينطبق على جميع الأمور التي نحتاج فيها إلى تغيير - بداية من التزامنا وحتى سياسة الأمة ككل.










من لا يبحث عن دوره في تغيير الأمة وينتظر أن تتغير بمجرد انتخاب رجل – غيره - يكون رئيسًا ليطبق الشرع ويعلي راية الدين دون حركة منه؛ فإن حاله كحال من انتظر الإمام الغائب في السرداب منذ أكثر من 1200 سنة.. ونعده بأنه سينتظر كثيرًا!!














جريدة الفتح 11-5-2012




مواضيع متعلقة


اهم الفاعليات لهذا الشهر


الشبكات الإجتماعية

تغريدات تويتر