الأستاذ أحمد حسانين- رحمه الله- كان أمةً

الأستاذ أحمد حسانين
























الأستاذ أحمد حسانين- رحمه الله- كان أمةً



[15:54مكة المكرمة ] [25/12/2007]



 


حمل قصيدة ومقطع رائح للاستاذ احمد حسنين


د. محمد حبيب



بقلم: أ. د. محمد السيد حبيب



 


 


أروي قصتين فقط للدلالة على عظمة الرجل وفقهه ومكانته في هذه الدعوة:


القصة الأولى:


هي أننا- الأستاذ أحمد حسانين وأنا- كنا نجلس معًا في طابور الشمس في سجن أبي زعبل في نوفمبر من عام 1981م أيام التحفُّظ الشهير للسادات والذي جمع فيه كل رجال مصر.


 


جاءنا الأخ الحبيب جابر رزق- رحمه الله- وقال لنا إن الخبر الذي تردد عن استشهاد الأخ الأستاذ كمال السنانيري- رحمه الله- تحت وطأة التعذيب خبرٌ صحيحٌ، فدمعت عينا الحاج أحمد حسانين، وقال: "لقد ظلَّ يطلبها طيلة أربعين سنة: الموت في سبيل الله أسمى أمانينا، فلم يخصه الله- تعالى- بها إلا اليوم، ثم تلا قوله تعالى: ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ (آل عمران:140).


 


القصة الثانية:


هي أنني كنتُ جالسًا مع الأستاذ أحمد حسانين في المركز العام بالروضة منذ سنواتٍ، فحكى لي أن الإمام الشهيد- رحمه الله- طلب منه مرافقته لرحلةٍ إلى "طنطا"؛ لإعطاء درسٍ هناك بمناسبة الهجرة، وفي العام الذي يليه إذا بالأستاذ أحمد حسانين يُفاجأ بالإمام البنا يطلب منه مرافقته إلى نفس المكان- إلى طنطا- لإلقاء درسٍ بمناسبة الهجرة، وكانت دهشة الأستاذ أحمد حسانين أن الأستاذ الإمام بدأ حديثه من حيث انتهى في العام الماضي، ثم عقَّب قائلاً: "لقد كان الإمام البنا "مُبرمَجًا" بطريقةٍ ربانيةٍ".


 


وأنا أقول: وأنت أيضًا يا أستاذ أحمد كنت "مُبرمَجًا"؛ حيث إنك أدركت بفطنتك وحضورك وقوة ذاكرتك هذا كلَّه.


 


رحم الله الأستاذ أحمد حسانين، وجمعنا به في عليين، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسُن أولئك رفيقًا.


--------------


* النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين






مواضيع متعلقة


اهم الفاعليات لهذا الشهر


الشبكات الإجتماعية

تغريدات تويتر