*القرض الحسن هو هديه الله تعالى الى هذه الامه

 *القرض الحسن هو هديه الله تعالى الى هذه الامه

القرض الحسن هو هديه الله تعالى الى هذه الامه 

الهديه التي غفلنا عنها لفترات طويله وكانت في يدنا ولم نستفيد بها 

فكثير من الناس يسعون الى ارضاء الله تعالى بشتى الوسائل والطرق ونسوا ان الله تعالى وهبهم اكبر هديه بعد هديه شهر رمضان الا وهي القرض الحسن الذي وعدنا ربنا تبارك وتعالى بان من اقرض الله قرضا حسنا يضاعفه له اضعافا كثيره

سبحان الله العظيم الذي جعل القرض الحسن هو قرض لله تعالى

اويحتاج الله تعالى قرض من عبده؟

فهو الذي يرزق العبد بعد ان خلقه ولم يك شيئا

فكيف يحتاج الله تعالى من هذا العبد ان يقرضه؟



إن الله تعالى شرع القرض الحسن بين عباده المؤمنين لكي يضمن بينهم اعلى واعظم درجات التكافل الاجتماعي الراقي

فإن الله تعالى عندما شرع الصدقات وحث عليها فقد قال رسوله الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم ان اليد العليا خير من اليد السفلى يعني ان معطي الصدقه خير من اخذها ولذلك حثنا الله تعالى على التصدق في السر والعلن واتى رب العزه عز وجل بكلمه السر قبل العلن ونرى ذلك كما في قوله تعالى

{الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } البقرة274

ففضل الله الانفاق في السر عن الانفاق علانيه لما في العلانيه من إحراج لمن يتلقون الصدقات ومنهم كثيرون عندهم عزة النفس البالغه فيتأذون من ان يعرف الناس انهم متلقون للصدقات وهؤلاء من قال فيهم رب العزه عز وجل



{لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }البقرة273



ولذلك شرع الله تعالى القرض الحسن الذي ينتفي فيه عنصر الاحساس بان المتلقي دائما اقل من المعطي , بل ويزيد ويكبر فيه الاحساس بالتضامن الشديد بين افرد الامه غنيهم وفقيرهم دون أي احساس بالنقص فالغني الذي معه ما يفيض عن حاجته يقرض الفقير الذي يحتاج حتى يسد الفقير حاجته ثم يرد الى صاحب القرض قرضه في سلام وحب عظيمين

فتكون الفائده عظيمه لمتلقي القرض وهو احساسه بانه لم يتسول ما يسد حاجته من المال ولكنه اقترض بعض المال الذي كان محتاجا اليه وعندما قدره الله تعالى قام برده كاملا وهو شيء يحدث مع الجميع حتى الاغنياء فقد يقترض بعضهم لشيء ما ثم يردون ما اقترضوه دون أي احساس بالدونيه ولكن فقط بامتنان كبير لمن قام بالاقراض فيزيد الحب والوئام بين الجميع .



وتكون الفائده اعظم للمقرض بكثيرلانه كان معه ما يزيد عن حاجته فاقرضه لمن يحتاجه لبعض الوقت ثم استرده مره اخرى فيمكنه ان ينتفع به ويمكنه ان يقرضه لاخر مره اخرى فيسد حاجه هذا الاخر ثم مره ثالثه ورابعه وخامسه الى ما شاء الله .

ولكن ما هي الفائده التي تعود على المقرض؟

فلقد عرفنا ما هي الفائده التي تعود على المقترض وهي انه يسد حاجته وعندما يرد الدين لا يشعر باي نقيصه من انه حصل على صدقه .

ولكن المقرض هل فائدته الوحيده احساسه بانه اغاث محتاجا بتخليه عن مال كان فائضا عن حاجته لفتره ثم عاد اليه؟

إن اعظم احساس في الدنيا يشعر به من وهبهم الله قلوبا رحيمه وجله تخشى الله هو إحساس الانسان انه اسعد قلوب اخرى وادخل عليها السرور وبالاضافه الى ذلك احساسه انه ادخل عليهم هذا السرور بدون ان يشعرهم بنقص فيهم او باهانه الحاجه وانهم تلقوا صدقه .

فكم هو عظيم هذا الاحساس الذي يشعر به المقرض اذا كان من اصحاب هذه القلوب ولكن هذا ليس كل شيء فلقد اثاب الله تعالى المقرض قرضا حسنا منه اجرا عظيما لم يثبه الى المتصدق فلقد ضاعف الله تعالى اجر المقرض على اجر المتصدق ويتجلى ذلك في قوله تعالى



{مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }البقرة245



{مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ }الحديد11



{إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ }الحديد18



{إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ }التغابن17



{وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المزمل20



وهكذا نجد ان الله فضل القرض على الصدقه فضاعف اجر القرض على اجر الصدقه وذلك لما في القرض من تكافل اجتماعي راقي وعدم احساس بالاهانه كما قلنا من قبل .



وتحضرني هنا قصه كنت سمعتها من فضيله الشيخ الكريم محمد متولي الشعراوي رحمه الله عن المستشرقين المغرضين الذين يتصيدون أي خطأ يتوهمونه في الشريعه الاسلاميه التي نزهها الله تعالى عن الخطأ ودائما يتبين لهم ان الخطأ في عقولهم هم 

حيث كان بعضهم يتحدثون مع فضيله الشيخ الكبير رحمه الله وذكروا له ان القرأن الكريم قال ان القرض يضاعفه الله عن الصدقه والسنه النبويه الشريفه اخبرت ان الحسنه بعشر امثالها والقرض بثمانيه عشر ضعفا كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه 



{قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر} صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم



فقال هؤلاء المستشرقين للشيخ الشعراوي ان السنه هنا تختلف مع القرأن لان القرأن قال ان القرض ضعف الحسنه والحسنه بعشر امثالها فيكون اجر القرض عشرين مثل والسنه قالت ان الحسنه بعشره والقرض بثمانيه عشر فقط

ففتح الله على شيخنا الجليل الشعراوي رحمه الله وقال لهم 

اذا كان المتصدق يدفع صدقته ويأخذ عنها عشره اضعاف فانه يدفع اصل الصدقه ويعطيه الله مثلها ومعه تسعه امثال اخرى فتكون الصدقه بعشره

اما في القرض فالمقرض يدفع القرض ثم يسترد اصله مره اخرى ويعطيه الله تعالى ثمانيه عشر ضعفا لقرضه أي انه ضعف التسعه التي اعطاها للمتصدق الى جانب اصل صدقته.



سبحان الله العلي العظيم الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ولا تعليق لي على هذه الواقعه التي اراد المستشرقون بها اظهار ضعفا في ديننا الحنيف فاظهره الله تعالى عليهم وجعل مما قالوا به اثباتا وتأكيدا وترسيخا لهذا الدين العظيم .



وهكذا نرى ان دافع الحسنه يدفعها مره ويأخذ بها عشره

اما دافع القرض الحسن فانه كلما دفعه مره اثابه الله تعالى عنها ثمانيه عشره ثم يسترد قرضه ويمكنه من ان يقرضه مره ثانيه فيحصل على ثمانيه عشره ضعفا اخرى ثم مره ثالثه ورابعه الى ما شاء الله تعالى وفي كل مره يثيبه الله تعالى ثمانيه عشر ضعفا عن قرضه



اليس هذا دليلا عظيما على ان القرض الحسن هو اكبر هديه من الله بها تعالى على عباده المؤمنين بعد هديه شهر رمضان الذي قال عنه تعالى كل عمل ابن ادم له الا الصيام فهو لي وانا اجزي به 



اليس هذا دليل على ان الله تعالى يستحثنا على ان نكثر التعامل بالقرض الحسن وان الله تعالى يرى ان في ذلك افضل طريقه للتكافل الاجتماعي الراقي بين عباده المؤمنين 



الا نجد ان الله تعالى لم يحارب شيئا في كتابه الحكيم بعد الكفر والشرك بالله اكثر مما حارب الربا

ونجد ذلك جليا في قوله تعالى



{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة275



{يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ } البقرة276



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }البقرة278{فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ }البقرة279



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }آل عمران130



فنجد ان الله تبارك وتعالى بقدر ما حرم الربا وحاربه فقد استحثنا بنفس القدر على القرض الحسن فجعل المقرض لا يقرض المقترض ولكنه يقرض الله تبارك وتعالى نفسه



{مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }البقرة245



افلازال هناك شك ان القرض الحسن هو هو افضل طريقه وهبها لنا الله تعالى لنتكافل تكافلا راقيا ولنرتقي بامتنا وليعم علينا جميعا الخير الوفير وهو اعظم طريق لنترابط ونعتصم بحبل الله جميعا ولا نتفرق لنحقق وصيه الله تعالى لنا في قوله تعالى

{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران103

 

• عقد القرض

من المهم جدا تحرير عقد للقرض والا يكون القرض بمجرد الثقه الشخصيه وذلك لقوله تعالى



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئا}البقرة282



{وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُوا}البقرة282



فتحرير عقد للقرض فرض على كل من المقرض والمقترض

وساحاول بإذن الله نشر صيغه موحده مناسبه لعقد قرض ليستخدمها من يريد ان شاء الله



وفقنا الله تعالى جميعا لما يحبه ويرضاه




مواضيع متعلقة


اهم الفاعليات لهذا الشهر


الشبكات الإجتماعية

تغريدات تويتر