لماذا تعطي الزوجة الخائنة لعشيقها ما لا تستطيع أن تعطيه لزوجها؟

لماذا تعطي الزوجة الخائنة لعشيقها ما لا تستطيع أن تعطيه لزوجها؟

دكتور/ أشرف عبد السلام



العمل في مجال الطب النفسي يفتح أبوابا أمام الطبيب النفسي لا يراها الناس العاديون؛ لذا كان أساتذتنا يقولون لنا إن سنة من عمر الطبيب النفسي تساوي مائة سنة من عمر الإنسان العادي من الخبرات المتراكمة والأسرار السيكولوجية التي لا يعرفها إلا الطبيب النفسي الحاذق والخبير.

لا أنكر أنني بعد أكثر من عشرين عاما في مجال الطب النفسي ما زلت أحيانا تنتابني الدهشة من اعترافات بعض الزائرين لقصد العلاج.

من الأمور التي لاحظتها كثيرا عند الكثير من الزوجات اللواتي وقعن فريسة للخيانة الزوجية وممارسة فاحشة الزنا مع الغرباء أن نسبة كبيرة منهن قدمن تنازلات هائلة للعشيق في اللقاء الأول به لم يقدمهن لأزواجهن طوال سنوات من الزواج والعشرة والأولاد والحياة الأسرية الحميمة.

أحكي هنا لحالة من ضمن الحالات التي تكررت كثيرا في عيادتي.. سيدة في التاسعة والثلاثين من العمر جميلة وتهتم بمظهرها كما تهتم بأسرتها وبيتها وزوجها وأولادها. زوجها يكبرها بثلاث سنوات وابنها الأكبر في الخامسة عشر من العمر وابنتها في الثالثة عشر. هي سيدة محجبة ولا تنقطع عن أداء الصلاة والشعائر. باختصار هي سيدة عادية جدا ومثالية جدا. تروي أنها منذ زواجها منذ سنوات طويلة وزوجها يطلب منها الممارسة بالطريقة الشاذة، أي اللوطية، وكانت ترفض رفضا باتا لحرمة هذا الأمر، والذي حدث أن زوجها الذي يعيش معها منذ ستة عشر عاما لم يمس أردافها قط.

ذات يوم كانت في مكان ما تعرفت فيه على شاب قادم من إحدى دول الخليج إلى مصر للسياحة، وإقامته لن تستمر لأكثر من أسبوعين ثم سيعود إلى بلده. قالت لي السيدة إنها قد انبهرت به بشدة فقط لأنه من دولة خليجية رغم عدم وسامته أو جاذبيته، فما كان منها إلا أن سلمته جسدها ووقعت في فاحشة الزنا معه، شعرت يومها ببعض الندم ولكن الأدهى من ذلك أنهما تواعدا على اللقاء بعد يومين. قالت إنها كانت ذاهبة إليه وفي نيتها تقديم كل التنازلات الممكنة له، وفعلا تم اللقاء وأخبرته أنها ستسلمه ما لا يستطيع زوجها أن يناله منها ولو هددها بالقفز من الدور العاشر، وفعلا مارست معه الفاحشة من الخلف بعد ساعة كاملة – حسب روايتها – من جميع أنواع المداعبات الشاذة بل شديدة الشذوذ التي قام بعملها معها في الدبر والتي لا يحلم زوجها أن يعمل معها واحدة منها، وبعد ألفاظ غاية في القذارة تلفظت بها لعشيقها وقالت إنها لا تعرف كيف تجرأت ونطقت بها.

انتهت علاقة السيدة بعشيقها بعد لقائين، وأحست بندم شديد على سقوطها في فاحشة الزنا، وعلى التنازل الشديد الذي قدمته لشاب غريب لم تلتق به في حياتها غير مرتين.

سألتني إن زوجي ما زال يطلب مني الممارسة من الدبر وأنا لازلت أعتذر، فهل أصبح زوجي له حق في دبري؟ أجبتها بأنه ليس معنى أن يخطئ الإنسان مرة أن يكرر الخطأ، كما أن علاقة المرأة بزوجها لها حدود، ولكن في الزنا كل شيء مباح، رغم أن الزنا شيء خطير وفاحشة مبينة.

نصحتها أن تستمر في الرفض التام لطلبات زوجها، وأن تعالج نفسها باللجوء إلى الله والندم على ما اقترفت في حق الله سبحانه وتعالى وفي حق زوجها وأولادها. وأن تواظب على قراءة القرآن الكريم عسى أن يغفر الله ذنبها.

إن الإنسان أحيانا تسيطر عليه فكرة خاطئة مفادها أنه لو أخطأ فليسرف في الخطأ، وهذا الذي يدفع الزوجة الخائنة إلى التمادي في الشذوذ والقذارة مع عشيقها، وتسلمه ما لا تستطيع أن تعطيه لزوجها.

يقول الله تعالى: "ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا". ويقول تعالى: "قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن".




مواضيع متعلقة


اهم الفاعليات لهذا الشهر


الشبكات الإجتماعية

تغريدات تويتر